مخاطر تهدد عقيدة المسلم


(مخاطر تهدد عقيدة المسلم) محاضرة لفضيلة الشيخ – حفظه الله- بتاريخ: 05/11/2014م، قال فيها بعد حمد الله والثناء عليه : • إن أولى ما يحافظ عليه الإنسان ويرعاه ويحميه عقيدتُه التي هي علاقته بالله وهي موجب دخوله الجنة . • العقيدة هي الإيمان .. والإيمان يقوم على ستة أركان هي المذكورة في حديث جبريل .. وعليها يقوم التصور الصحيحُ للمسلم . • أركان الإسلام ..تفسيرٌ وبيانٌ .. • ..كُتُب الله المنزلة من عنده معصومة .. وما يقع فيها من النسخ إنما يقع في الإنشاء لا في الأخبار .. وما نسخ في القرآن من الشرائع الماضية المنزلة فليس ذلك تكذيبا له بل هو الحق .. والرسول صلى الله عليه وسلم مصدق لما بين يديه من الحق ؛ فكل خبرٍ أنزله الله إلى أي رسول من رسله فهو حق صدق يجب الإيمان به ، وما ينسخ هو الإنشاءات أي الأحكام أما الأخبار فلا تتبدل ولا تتغير . • الإيمان باليوم الآخر...ومشاهدُ القيامة (وتُنذِر يوم الجمع لا ريب فيه فريقٌ في الجنة وفريق في السعير). • والإيمان بقدر الله خيره وشره حلوه ومره، وهو استراتيجية الكون التي لا يقع في هذا الكون شيء إلا وِفقها، وهو أربعة أقسام: 1علمه الله بما هو كائن، 2كتابته في كتاب عنده، 3توزيع ذلك على الأزمنة والأمكنة، 4وقوع ما علمه الله وكتبه وجعل له أجلا على وفق ما علمه الله وكتبه وقدره جنسا وصفة ومكانا وزمانا. • لا عصمة للعقل إلا بهذا التصور الكامل عن الإيمان، فكانت هذه العقيدة هي المميزة للإنسان عن البهائم، قال تعالى في شأن الكافرين: (إنْ هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا). • فمن لا يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره لا خيْر فيه وهو مرذول مخذول عند الله تعالى لم يعلم الله فيه الخير ولم ييسره له نعوذ بالله من الخذلان ونسأله حسن الخاتمة. • إن هذه العقيدة هي أعظم ما في الحياة وهي أزكى القيم وأبقاها وكل ما يتفاخر به أهل الدنيا من الأنساب والصور والجاه والمال فهو حقير فانٍ،"الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة"، وقيمة الإنسان عقيدته وإيمانه قال تعالى: (إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم). • ومن هنا وجب علينا جميعا أن نحافظ على عقيدتنا من الشوائب، فإن الله لم يجعل هذه العقيدة بدار هوان، فقد أرسل بها أفضل الرسل وأكملهم خلقا وخلقا، وقد عصمه الله ونصره نصرا مبينا، وضمنها هذا الكتاب المبين الذي هو أحدث الكتب بالله عهدا، وهو أفضل الكتب المنزلة، وكل الأجر فيه أقله مضروب في عشرة لو قرأ الإنسان التوراة كاملة من الألواح التي كتب الله بيمينه وهو جازم بأنها الحق وقرأ سورة قل هو الله أحد كانت أرجح في الميزان من التوراة كلها، ومثل ذلك في الإنجيل و الزبور. • المخاطر التي تهدد عقيدة المسلم هي ابتلاء من الله تعالى يمتاز بها الصادق من الكاذب، والثابت المُمَسِّك بالكتاب ممن ينقلب على عقبيْه. • فتعرض القلوب على البدع والفتن المضلة كأعواد الحصير عودا عودا و(يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء). • .. يضل الله أناسا باتباع الشهوات فيتركون لها قناعاتهم وعقيدتهم وما وعدهم الله من الأجر والمثوبة ولو صبروا وأووا إلى الله وأمره لانكشف عنهم غطاء الغفلة وزال خداع الشهوة "حفت النار بالشهوات"، و"من تاب تاب الله عليه". • والشبهات وهي أنواع: منها زيادة ومنها نقص، وذلك أ ن طريق الحق مهْيع معتدل ومنهج مستقيم لا إفراط فيه ولا تفريط، لكن عن يمينه بنيات الطريق وعن يساره بنيات الطريق و بها يَضل من أضله الله، فما كان عن يمينه فهو الغلو والتشدد والابتداع في الزيادة وما كان عن يساره فهو التقصير والتفريط والتنازل والميوعة. • وأنتم اليوم في آخر الزمان في أوقات الفتن التي يصبح فيها الإنسان مؤمنا ويمسي كافرا...و هي فتن كقطع الليل المظلم يتهدد المؤمن فيها خطر الشهوات كما قال صلى الله عليه وسلم "يبيع دينه بعرض من الدنيا". • وأول ما ظهر من الفتن في الإسلام الفتنة العقدية وكانت بدايتها الكلام في القدر حيث أنكرته القدرية وجعلوا الأمر أُنُفا، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. ثم جاء قوم غلوا في القدر وهم الجبرية الذين سبلوا الإنسان إرادته واختياره وعطلوا أفعال العباد. • ثم جاء الروافض فبدؤوا أول الأمر بحديث في السياسة زعموا فيه ان عليا كان أحق بالإمامة من ابي بكر وعمر وعثمان، فطعنوا بذلك في اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم ومنهم علي رضي الله عنه فلم يكن ليبايع الخلفاء إلا وهو يري ذلك حقا ودينا...وقد وصل بهم الغلو في أهل البيت إلى القول بعصمة الأئمة من آل البيت، وهذا كله مصادم للنصوص الثابتة من القرآن والسنة فضلوا بذلك وأضلوا... وبسْطُ ضلالاتهم وكفرهم أكبر من أن يحصر. • ومنهم فرقة تسمى الباطنية، وهم النصيرية الآن الموجودون في سوريا وجنوب تركيا...، وهم يزعمون أن الرسالة أصلا كانت مرسلة إلى علي ولكن جبريل خانها فنقلها إلى النبي صلى الله عليه وسلم... فيقولون في تشهدهم خان الأمير مثل ما يقول الروافض في تشهدهم اللهم العن صنمي قريش رجسها وطاغوتها وابنتيهما يقصدون أبابكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم. • وهؤلاء بالإضافة إلى تكذيبهم لله ورسوله وتكفيرهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وأزواجه أمهات المؤمنين يكذبون الله في تبرئته لعائشة مما برأها منه قال تعالى: (الطبيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون)، وبين الله فضل أبي بكر عند الله وعند الناس فقال تعالى: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة...). • ومن بدعهم المضلة أنهم يريدون تشييع جميع شعوب الأرض فهم يشترون عقائد الناس بالأموال ويستغلون في ذلك زعمهم الكاذب بحب آل البيت ويجعلون حب المسلمين لآل البيت رضوان الله عليهم مدخلا إلى إفساد عقائد المسلمين ونشر بدعة التشيع و الكفر وسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعجب العجب أن تنطلي حيلتهم على بعض ضعاف العقيدة مع ما يكنونه من العداوة لأمهات المؤمنين اللاتي هن موضع القدوة والأسوة لكل مسلم ومسلمة رضي الله عنهن. • و من الفتن الغلو في الدين بالاعتداء على المسلمين وتكفيرهم واستباحة أموالهم وأعراضهم ونشر الفتنة بينهم بالعنصرية والتفرقة على أساس اللون والجنس... فكل ذلك ضلال وبدعة وبُنيات طريق يخشى على صاحبها أن يفقد البوصلة ويُحرم الرجوع إلى الصراط السوي المستقيم الذي قال الله فيه (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه...).



آخر تحديث للموقع:  السبت, 16 مارس 2024 18:39 

النتائج النهائية لمسابقات دخول المركز

اشترك في القناة

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 19 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow