أيام من حياة الشيخ الددو


• تأتي هذه الحلقة ضمن حلقات برنامج سوانح الذكريات على قناة دليل، مع الشيخ الددو، يتعرض المُحاور فيه لكشف النقاب عن طفولة الشيخ ونشأته مع العلم والعلماء ورحلته الطويلة في الدعوة ونشر العلم، و كما يقال: " الطفولة عاصمة العمر"، • يتكلم الشيخ في هذه الحلقات عن مولده مكانا وزمانا، وعن ذكريات الطفولة، نلخص أهم ما ورد في هذا الحوار الديني الممتع والشّيِّق في النقاط التالية: • وُلد الشيخ حفظه الله في بادية- من بوادي وطنه موريتانيا المعروف صيتاً ببلاد شنقيط- في مكان إسمه "شهلات"، وهي جمع مؤنث سالم لاسم "شهلة" وهي ربوة، وقد ذكرها أحد المؤرخين الكبار في البلد حيث يقول: • أصبحت شهلة للمعارف أهلا *** وغدت مرحبا وأهلا وسهلا. • وفتاة حوراء عيناء أضحت شهله *** لا شهلة ولا هي شهللا. • بلاد شنقيط (موريتانيا حديثا) مساحتها شاسعة 1,030,700 كم2، السمة الغالبة للأرض والمناخ صحراوية يحدها من الجنوب نهر يمتد 700 كلم، ومن الغرب المحيط الأطلسي على امتداد 1000 كلم، تضاريسها متنوعة فيها جبال وهضاب وأودية وغابات وواحات نخيل.. • المكان الذي وُلد فيه الشيخ صحراوي في وسط البلد في ضواحي مدينة أبي تيليميت وهي عاصمة الثقافة في البلد فترة الاستعمار وبعده، يقول فيها أحد الشيوخ: • أبو تلميت واسطة البلاد * هدا أهليه إذ نزلوه هادي . • توسط بينها شرقا وغربا * وبين الريف منها والبوادي. • هواء طيب ونمير ماء * إلى الشم الكرام من النجاد. • تبعد مدينة أبي تلميت من العاصمة انواكشوط إلى جهة الشرق حوالي 160 كلم. • وُلد الشيخ في شهر أكتوبر من العام 1963، الموافق لشهر ربيع الأول من العام الهجري 1383 هـ . • البيئة التي نشأ بها الشيخ كانت بيئة قاسية شيئا ما، إذا ما قيست بالمعايير المادية، لكنها أحب إلي النفس من كثير من البيئات الأخرى، ومن عاش فيها فضلها على غيرها كما قالت ميسون بنت بحدل الكلبية وهي زوجة معاوية بن أبي سفيان: • لبيت تخفق الأرواح فيه *** أحب إليّ من قصر مُنيف. • وبكر يتبع الأظعان صعبٌ *** أحب إليّ من بغل زفوف. • وكلب ينبح الطراق عني *** أحب إليّ من قط أليف. • الحياة المدنية فيها رفاهية من الناحية المادية، لكن من الناحية المعنوية تكون البادية أكثر حرية، كما قال أبو العلاء المعري: • والحسن يظهر في شيئين رونقه *** بيت من الشعر أو بيت من الشعر. • الموقدون بنجد نار بادية *** لايحضرون وفقد العز في الحضر . • بدأ الشيخ القراءة في القرآن عندما أكمل السنة الخامسة، وأكمل حفظه في السنة السابعة، وكانت تدرسه القرآن عمة والدته وهي في ذلك الوقت عجوز كبيرة عاشت مائة وسنة، كانت من المتقنين للقرآن حفظا ورسما، وهي أخت الشيخ محمد عالي (جده) رحمة الله عليه. • تلقي العلم في بدايته داخل المجتمع البدوي يكون عن طريق الأمهات والعمات والجدات فالنساء يوكل إليهن تعليم الصبيان إلى أن يناهزوا سن البلوغ، فإذا وصل الصبيان عشر سنين حينئذ ينتقل تعليمهم إلى الرجال. • عندنا في مجتمعنا طريق لتعليم الصبيان تشتهر بطريقة "تمييز المامي"، وهي منسوبة للشيخ محمد المامي وهو من كبار علماء البلد هو مبتكرها ومنشؤها وهي طريقة لتعليم الأولاد الصغار علوم اللغة العربية، والطريقة هي أن الأم تقرأ آية من كتاب الله أو حديثا أو بيتا على الأولاد فتسألهم في كل كلمة منه عن تمييزها، مثلا إذا قرأت قول الموصلي: • قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم. • فتقول: قد ؛ ما تمييزها؟؟، فيقولون حرف. فتقول كم فيه من سؤال، فيقولون ليس فيه سؤال، ومعنى ذلك أن الحرف إذا كان مبنيا على السكون ليس فيه سؤال، لأن الأصل في الحرف البناء، والأصل في الحرف المبني أن يُسكّن، وإذا كان مبني على حركة يكون فيه سؤالان، لمَ حُرِّك ولم كانت حركته كذا، وإذا كان فيه اسما مبنيا على حركة كان فيه ثلاثة أسئلة، لِمَ بُنيّ ولِمَ حُرِّك ولم كانت حركته كذا، وإذا كان اسما مبنيا على السكون، كان فيه سؤال واحد لِمَ بُنيَّ فقط، وهكذا، فتسأل الأم عن قد، فإذا قالوا حرف، تقول كم فيه من سؤال؟، فيقولون ليس فيه سؤال لأنه حرف مبني على السكون، فتقول ما عمله؟؟، فيقولون لا عمل له، فتقول ما معناه؟؟، فيقولون: له ثلاثة معاني: للتقريب والتحقيق والتقليل، فالتقريب مثل: قد قامت الصلاة، أي قرُب وقتها، والتحقيق مثل: قد أفلح المؤمنون، والتقليل مثل: قد يجود البخيل، وقد يصدق الكذوب، فتقول بعد هذا ما مزية هذا الحرف؟؟، فيقولون هو من علامات الفعل، فلا يدخل إلا على فعل، وهكذا في بقية كلمات البيت..وهكذا يكون نمط الأسئلة في النحو والصرف والاشتقاق ومفردات اللغة وطريقة الوزن.. • سؤال عن ذكريات طلب العلم والمشايخ الذين درس عليهم الشيخ؟؟. • درس الشيخ على الوالدات لأن جده رحمة الله عليه كان مشغولا في التدريس الجامعي في مدينة أبي تلميت تسعة شهور من السنة ولا يأتي إلا في وقت الإجازات وإذا أتى اجتمع عليه عدد من الطلاب الكبار ويكون وقته مشغولا بتدريس الكبار، ووالده رحمه الله كان أغلب الوقت يقضيه في التجارة في السنغال، ولا يأتي إلا في وقت معين من السنة. • عندما أكمل الشيخ سبع سنين وشهرين تقريبا أكمل حفظ القرآن برواية ورش عن نافع ثم برواية قالون وبعد ذلك أتم بقية القراءات السبع ثم العشر، والسائد في البلد عدم الترنم والتكلف في التغني بالقراءة لأنه مكروه في المذهب المالكي، ولذلك فأغلب الناس يقرأ على الفطرة . • كان الشيخ يكتب في اللوح ثم يقرأ، ويذكر أن خالاً له حفظ القرآن ولم يكتبه أصلا بل حفظه بالسماع مرة واحدة من أمه، وكان أحد أجداده من أمه قد حفظ تفسير الجلالين بسماعه مرة واحدة، وخالُ أمه حفظ ثلاثة أجزاء من القاموس في شهر واحد، وقد أدرك الشيخ عددا من الناس هكذا. • لم يدرس الشيخ في المدارس النظامية الحكومية في صغره حتى بعد حصوله على الثانوية العامة (الباكالوريا) التحق بالجامعة في موريتانيا ولم يدرس بها فعليا إلا في السنة الثالثة منها. • سؤال عن طرائق التعليم في الصغر عند المعلمات ؟؟. • تُكتب في اللوح أربع دروس، في كل وجه يوجد درسان، واحد في الأعلى وآخر في الأسفل، وكل درس ثمن؛ أي أن الجزء من القرآن عبارة عن 16 درسا يُكمل في أسبوعين، وطريقته: أن تكتب المعلمة ثمنا ثم تقرؤه سماعيا 3 مرات أمام الطالب ثم يأخذ الطالب اللوح ويبدأ يقرأ لنفسه 25مرة، ثم يحفظها على المعلمة عن ظهر قلب ويعود الطالب في وقت الظهر ويقرأ أيضا ما كتب 25 مرة ثم يُسمعه عن ظهر قلب، وهكذا في الدروس التي قبلهن وبهذا يكون الدرس الأول عندما يُغسل من اللوح قد قُرأ 100 مرة، لأنه كتبت بعده أربع دروس، وقُرأ مع كل واحد منها 25 مرة. • في الحلقة الكثير من عجائب الحفظ في طلب العلم وتوجيهات مهمة للراغبين في تقوية الذاكرة واستغلال الوقت أحسن استغلال. • محاضرة قيِّمة ومهمة ندعوكم لمتابعتها كاملة.



آخر تحديث للموقع:  الجمعة, 12 أبريل 2024 20:59 

النتائج النهائية لمسابقات دخول المركز

اشترك في القناة

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

جديد الموقع

إحصائيات

المتصفحون الآن: 68 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow