ألقى فضيلة العلامة الشيخ محمد الحسن الددو رئيس مركز تكوين العلماء مساء أمس الأحد في فضاء التنوع الثقافي بالعاصمة انواكشوط محاضرة بعنوان: "السلوك الحضري" [الجزء الثاني]، تحدث الشيخ – حفظه الله – في هذا الجزء من الموضوع عن ضوابط السلوك الحضري في شقيه السياسي والاجتماعي، ففي الجانب السياسي تطرق للأفكار التالية:

•- حاجة الناس إلى السياسة وحسن التدبير ممن يسوسهم؛ لأن للناس أملاكا مشتركة لا يمكن أن يستأثر بها أحد دون غيره.

•- ما حصل في الأمة الإسلامية من توارث للحكم لم يكن سلوكا حضاريا مقبولا ولا هو من الهدي النبوي الذي أرشد إليه القرآن الكريم.

•- السلوك الحضاري المنشود هو ما كان عليه العهد النبوي والخلافة الراشدة.

•- الخلافة العثمانية سلكت مسلكا حضاريا مقبولا ثم تراجعت أمام خضم الحضارة الغربية الناشئة.

•- ليس لدى الإسلام مانع من استيراد أي فكرة نافعة غير مناقضة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

•- الديمقراطية إذا طبقت على الوجه الصحيح كانت وسيلة من وسائل تطبيق الشورى، وأدت إلى التداول السلمي للسلطة.

•- الحاكم يجب عليه أن يطبق العدل ويسعى للإصلاح، انطلاقا من الآية الكريمة: يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) (سورة ص).

أما في الجانب الاجتماعي فقد تعرض الشيخ الددو – حفظه الله - لما يتعلق بالعادات في المجتمع الموريتاني، وذكر أن هذه العادات لابد أن توزن بميزان الشرع، ومن ذلك مناسبة الزواج التي يقع فيها الكثير من المسلكيات المنافية للسلوك الحضاري، وما يصاحبها من السرف والتبذير في المال..، ومن ذلك أيضا ما يحسبه الناس في مجتمعنا من الحياء الذي هو في الحقيقة ليس من الحياء في شيء، وهو سلوك بدوي غير مرضي ومناف للسلوك الحضاري أملته ظرفية المجتمع في زمن غابر.

ونشير هنا إلى أن المحاضرة تم تنظيمها من قبل جمعية المستقبل التي يرأسها فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو- حفظه الله-، وهي المحاضرة الثانية في هذا الموضوع، وقد حضرها جمع غفير من محبي الشيخ والمهتمين بالشأن الدعوي رجالا ونساءً.

ولمتابعة المحاضرة اضغط هنا: